وأعلن نائب رئيس الوزراء ووزير النفط، السيد يان عبد الغغني، في الأيام الأخيرة، أن مشروع الاستثمار في الغاز الطبيعي في حقل نهران بن عمر في محافظة البصرة قد اكتمل. وسيُعرض هذا المشروع الهام على مجلس وزراء الطاقة لاستعراضه، وفي نهاية المطاف إلى مجلس الوزراء للموافقة عليه.
ويعتبر مشروع استثمار الغاز الطبيعي في حقل نهران بن عمر أحد أهم المشاريع الواعدة في مجال استثمار الغاز في العراق. وسينفذ هذا المشروع باستخدام نموذج "بوت" للاستثمار، وهو نموذج البناء -الملكية -التشغيل. وفي إطار هذا النموذج، سيكون المستثمرون مسؤولين عن بناء المشروع وامتلاك أصوله والقيام بدور هام في تشغيله.
وتشمل العناصر المحددة للمشروع إنشاء مرافق هامة مثل محطات تجميع الغاز، ووحدات المعالجة، وشبكات الأنابيب، وخزانات المياه، ومحطات المياه، ومحطات توليد الطاقة، والمنصات، وموانئ التصدير. ومن شأن بناء هذه المرافق وتشغيلها أن يحسّن إلى حد كبير حالة الهياكل الأساسية المحلية وأن يعطي زخما هاما لصناعة الطاقة في العراق.
وتبلغ طاقة المشروع 300 مليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي يوميا، ومن المقرر تنفيذه على مرحلتين. وستنتج المرحلة الأولى 150 مليون قدم مكعب من الغاز الخام، بينما ستنتج المرحلة الثانية 150 مليون قدم مكعب من الغاز الحمضي. الغاز الحمضي هو منتج ثانوي ينتج عن استخراج الغاز وتصنيعه، وله قدرة أكالة وسمية عالية. ومع ذلك، يمكن تحويل الغاز الحمضي إلى موارد قيمة من خلال المعالجة والاستخدام العلميين.
وبالإضافة إلى إنتاج كميات كبيرة من الغاز الطبيعي، سينتج المشروع كميات كبيرة من الغاز السائل والمكثفات. يعتبر الغاز المسيل وقودا هاما يمكن استخدامه في الإنتاج الصناعي وفي معيشة السكان. كما أن هذا المركب هو منتج نفطي عالي الجودة يمكن استخدامه في إنتاج الوقود ومواد كيميائية أخرى. فإنتاج هذه المنتجات لا يساعد فقط على تلبية الطلب المحلي على الطاقة في العراق، بل يمكن أن يوفر للعراق عائدات كبيرة من صادرات الطاقة.
وسيحدث تنفيذ هذا المشروع الهام تغييرا وفرصا هامة لصناعة الطاقة في العراق. وسيعزز المشروع تحديث وتطوير صناعة الطاقة العراقية من خلال إشراك القطاع الخاص في الاستثمار والعمليات. وفي الوقت نفسه، سيخلق المشروع عددا كبيرا من فرص العمل ويرتقي بمستوى معيشة السكان المحليين.
وبالإضافة إلى ذلك، سييسر تنفيذ المشروع التعاون في مجال الطاقة بين العراق وبلدان أخرى. ومن خلال التعاون مع شركات النفط الدولية والمستثمرين، يمكن للعراق أن يستحدث أحدث التكنولوجيات والخبرات الإدارية لتسريع وتيرة تطوير صناعة الطاقة. وسيكون لذلك أثر إيجابي على وضع العراق في سوق الطاقة الدولية وسييرسي أساسا صلبا لتنميته في المستقبل. محرر/شو
تعليق
أكتب شيئا~